التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
٧٤
-الحجر

تيسير التفسير

{ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } الضميران للمدينة لتقدم ذكرها لا لقوم لوط كما قيل لأَنه لم يجر لهم ذكر، إِلا أَن يراد بالمدينة جنس قراهم المهلكة، وهن أَربع فيهن أَربعمائِة أَلف مقاتل، وهذه الفاءُ للترتيب دون سببية، وقد تكلف فى جعلها سببية بأَنه لو لم يصح عليهم لم تقلب، وفيه بعد لجواز أَن تقلب بهم أَحياءً أَو موتى بلا صيحة من رجم من السحاب أَو من الجو بحجارة، أَو بصاعقة، أَو صيحة، ولا يبرأْ منه بذلك ولا نعرف بذلك أَنه شقى والله أَعلم بحاله، ومن مسخ برىءَ منه وعرفنا أَنه شقى عند الله كالمنصوص عليه فمن تولاه أَشرك، ولا يبرأُ من طفل أَو غير عاقل إِن مسخ ويبرأُ من مجنون بلغ وكلف ثم جن ومسخ ولا يبرأُ ممن خسف به الأَرض خلافا لبعض؛ لأَن الله - عز وجل - قد يسلط الحرارة فى باطن الأَرض فيحركها أَو يفتقها بمن عليها.
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } قبل موتهم وقبل القلب، ولا مانع بعد القلب بأَن تخرق الأرض المقلوبة حتى تصلهم، ولا مانع من ذلك بعد الموت كما يعذب الكافر فى القبر، أَو إِهانة لهم، أَو الإِمطار على من خرج من القرية أَو القرى { حِجارةً مِّنْ سِجِّيلٍ } طين أَحرق فصار كالحجر أَو من سجيل، أَو كتب عليها أَسماءُ أَصحابها من السجل بمعنى الكتابة، ومر كلام فى ذلك، قيل قلعها من أسفل الأرض ولا يتبادر هنا لأَنهم يقعون فى الأرض الثانية، لكن لا مانع من ذلك، وقيل: من الأَرض السابعة فيقعون تحت السابعة، وهو غير متبادر ولا مانع، وهو أَشد بعداً لفصل ما بين الأَرضين بالهواءِ وعدم اتصالهن، ولا ندرى ما الحكمة فى ضم أَرض إلى أرضين، ولا ننسب إلى الله مالا دليل له، والمتبادر أَنها قلعت من وسط هذه الأرض فقلبت فهى فى داخل هذه الأرض، ويدل لهذا أَن موضع قراهم من جنس هذه الأرض تراب، والأرض السابعة غير تراب لكن فيما قيل: وظاهر فتق السماءِ سموات والأرض أرضين أن يكون السماوات من جنس واحد والأرضون من جنس واحد تراب، والله قادر أن يختلفن بعد الفتق.