التفاسير

< >
عرض

لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٧
مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ
٨
-الحجر

تيسير التفسير

{ لَوْمَا } لو وما ركبتا للتحضيض، وقيل الميم عن اللام فهى لو ولا كذلك أَى هؤلاءِ { تَأْتِينَا بِالْمَلاَئِكَةِ } يشهدون بأَنك رسول من الله، وبأَنه نزل عليك القرآن، وبالعذاب على من كفر بك، أَو بإِحضار عذابنا لكفرنا بك كالأُمم قبل قولهم: " { لولا أُنزل إِليه ملك فيكون معه نذيرا } " [الفرقان: 7] { إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقينَ } فيما تدعى من ذلك، ورد الله عليهم بقوله:
{ مَا تُنَزِّلُ الْمَلاَئِكةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ } ما تنزل إلا بالحكمة، وهى ضد السفه والباطل، فإٍن إِهلاكهم قبل أَجلهم غير حق؛ لأَن فيه خلف الوعد وهو نقص، ولأَن فيهم من سيؤمن، وفيهم من يلد من يؤْمن، وفيهم من يلد من يكفر، ولا يقطع ولادة قضاها فإِن قضاءَه لا ينتقص وإرسال الملائِكة ليشهدوا له صلى الله عليه وسلم لا يجدى، لأَنه لو أرسلهم بصورة البشر قالوا: غير ملائِكة، أَو على صورهم هلكوا بمشاهدتهم إذ لا يقوون عليها أَو على صورهم والإقدار على المشاهدة كان إيمانهم اضطراراً لا يقبل، كما لا يقبل عند المشاهدة بالموت ويوم القيامة، وأَيضاً لو أَنزلهم ولم يؤْمنوا أَهلكهم الله على عادته فى إِهلاك من اقترح آية وأُجيب إليها ولم يؤْمن، وقد قضى الله أن لا يموتوا إِلا لأَجلهم، وأيضاً لا تنزل الملائكة بإِذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإتيانه بهم، بل إنما تنزل بوحى من الله إليها بالنزول، ونزولها بدونه باطل لا يكون، ونزولها لغير ما ذكر كله غير حق، أَو إِنما تنزل الملائِكة بوحى الشرائِع وما شاءَ الله لا بتصديق الرسل، أَو إِنما تنزل بالعذاب لمن كفر مثلكم، لا لتقوية الأَنبياءِ بالخطاب وتأَخير العذاب { ومَا كَانُوا إِذاً } إذ حرف تدل على أَن النزول يترتب عليه الإِهلاك، أَو ظرف أَى إذ نزلوا أَو إِذا نزلوا { مُنْظَرِينَ } مؤخرين فى الإهلاك والعذاب على عادتهم فيمن اقترح، وقدر بعض ما تنزل الملائِكة عليهم إِلا بصور الرجال فيحصل اللبس فلا ينتفعون، وما كانوا إِذا إلخ، وقدر بعض فلا يؤْمنون وما كانوا إِذا إِلخ.