التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
٤٩
-النحل

تيسير التفسير

{ وَلِلَّهِ } لا لغيره ولا مع غيره { يَسْجُدُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ } غير العقلاءِ، والعقلاءُ كما قال: { مِنْ دَابَّةٍ } ما يدب على الأرض من غير العقلاءِ، ومنهم كالجن والإنس، والمراد بالدبيب التنقل فيشمل الحوت ونحوه فى الماءِ لأَن الماءَ على الأرض { وَالْمَلائِكَةُ } عطف على ما الأولى أو الثانية، عطف خاص على عام لأَن فى السماوات ملائكة وفى الأرض ملائكة كالحفظة، وفى الهواءِ ملائكة، وباعتبارهم يكون فيه عموم من حيث إن ما فى الهواءِ لا يصدق عليه أنه فى السماءِ ولا أنه فى الأرض وشمله الدبيب لأنه بمعنى التنقل، إلا إن حكم بأَنهم فى الأرض إذ كانوا تحت السماءِ، والملائِكة أجسام نورانية بلا لحم ودم ونحوهما، ولا يجوز أن يقال: أرواح مجردة عن الدبيب والحركة الجسمانية لأَنه يناقض الحديث، وما حقيقة فى غير العالم مجاز فيه، وقيل حقيقة فيه وفى غيره وعليه فلا مجاز ولا تغليب وقوله: { وهُمْ } أَى الملائِكة { لاَ يَسْتَكْبِرُون } عن العبادة والجملة الكبرى حال أو عطف على قوله: يسجد.