التفاسير

< >
عرض

قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً
٤٢
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً
٤٣
-الإسراء

تيسير التفسير

{ قُلْ } للمشركين { لَوْ كَانَ مَعَهُ } أى مع ربكم فى استحقاق العبادة { آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَبْتَغَوْا } أى الآلهة، ذكرها بالواو لأنها عندهم كالذكور العقلاء، ولو سموا بعضاً باسم الإناث كاللات، والعزى، ومناة؛ والمعنى لطلبوا وتكلفوا.
{ إِلَى ذِى الْعَرْشِ } الملك أو ذى الجسم العظيم المسمى بالعرش متعلق بابتغوا، لتضمنه معنى التوجه والقصد، أو متعلق بحال محذوفة جوازاً من قوله:
{ سَبِيلاً } أصلها نعت أى سبيلاً موصلة إلى ذى العرش، وذلك بطريق المغالبة كما فعل الملوك بعض مع بعض، وذلك من برهان التمانع كقوله تعالى:
" { لو كان فيهما آلهة.. } "[الأنبياء: 22] إلخ، والملازمة قطعية عادية، ولو امتناعية، والقياس استثنائى، استثنى فيه نقيض التالى لينتج نقيض المقدم المطلوب، أو بطريق الإذعان إلى الله، وعجزهم عنه كقوله تعالى: " { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } "[الإسراء: 57] كعيسى وعزير والملائكة وهذا مناقض للألوهية، لأن المستكمل محتاج، فلا يكون إلهًا، والقياس اقترابى مركب من مقدمة شرطية اتفاقية وحملية، هكذا لو كان معه آلهة لتقربوا إليه تعالى، وكل من يتقرب إلى غيره ليس إلها، فليسوا بآلهة، فلو شرطية لا امتناعية، والأول أولى لقوله:
{ سُبْحَانَهُ } لأنه تنزيه عن محذور يرتكبونه، وأما التقرب فلا يختص بهذا التقدير، وليس باللزوم بل اعتقدوه ألبتة، والعامل هنا ماض أى تنزه عن ذلك بدليل قوله:
{ وَتَعَالَى } بعُد بُعداً عظيمًا عما يقولون كما قال: { عَمَّا يَقُولُونَ عُلوًّا } ناب عن تعالياً { كَبِيرًا } لأنه واجب الوجود والبقاء، مالك الملك كله، واتخاذ الولد احتياج وموجب للفناء، وكل ما يلد يفنى، والفناء موجب لحدوث سابق متقدم عنه العدم.