التفاسير

< >
عرض

وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً
٥٨
-الإسراء

تيسير التفسير

{ وَإنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا } من صلة فى المبتدأ أى لا قرية من القرى المخصوصة التى يدخلها الإسلام، أو يبلغها خبره إلا تهلك بفتح المسلمين لها، أو تعذب برغب الإسلام، ولا تفتح كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: "زويت لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتى ما زوى لى منها" أو قرى الدنيا كلها على أنه بلغها خبره كلها ولو إِجمالا، أو المراد مهلوكًا بالموت دون قتل، فإن الموت هلاك قال الله عز وجل: " { إن امرؤ هلك } "[النساء: 176] أو معذبوها بالقتل، أو الصالحة بالموت، والصالحة بالقتل، أو نحو الصاعقة والخسف، إذا تركت أمره ونهيه، أو كذبت الرسول.
وعن الضحاك: تهلك مكة بالحبشة، والمدينة بالجوع، والبصرة بالغرق، والكوفة بالترك، والجبال بالصواعق، والرواجف إلخ، وجاء الحديث:
"إن آخر البلاد خرابًا المدينة يخرج مخلصوها مع المهدى وترجف بمنافقيها" وقيل بالجوع، وإن مكة تخربها الحبشة، ويصطفون إلى البحر ينقلون حجارة الكعبة فيلقونها فى البحر، وذلك فى زمن عيسى، أو حين لا يقال الله وهو أظهر.
وجاء فى الحديث:
"أنه تجئ بعد موت عيسى عليه السلام، وأنه تطير نار كالريح لها دوى كالرعد حرها بالليل أشد تبقى ثمانية أيام تأكل الأنفس والأموال، فقيل: يا رسول الله أتصيب المسلمين؟ فقال: لا مسلم يومئذ" أو المراد إهلاك الدنيا كلها فتكون قاعا صفصفاً لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، فيكون الإهلاك يوم القيامة، والتعذيب قبل ذلك، وأو لتنويع الأضرار وهو ضعيف.
{ كَانَ ذَلِكَ } المذكور من الإهلاك والتعذيب، ومنه القحط وسائر المصائب { فِى الْكِتَابِ } اللوح المحفوظ { مَسْطُورًا } مكتوباً.