التفاسير

< >
عرض

وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً
٨٦
-الإسراء

تيسير التفسير

{ وَلَئِنْ شِئْنَا } أى لو شئنا الذهاب بما كذبوا به { لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ }، وهو القرآن، عبَّر عنه بالذى أوحيناه إليك تعظيما له، والذهاب به أبلغ من إذهابه نذهبه من الصدور، ومما كتب فيه بلا أثر محو كأنه لم يكتب كما يفعل به آخر الزمان، فنقول: لا دليل على ثبوت الكلام النفسى، ولا على أن القرآن كلام نفسى قديم، وأن هذا المتلو ترجمته، كالقرآن هذه الألفاظ الحادثة المخلوقة القابلة للإفناء.
قال ابن مسعود: اقرءوا القرآن قبل ن يُرفع؛ فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع، قيل: هذه المصاحف ترفع، فكيف بما فى الصدور، وسارت به الذرية ما نسلت؟ قال: يسرى عليهم ليلا فيرفع ما فى الصدور، فيصبحون لا يحفظون شيئا، ولا يجدون فى المصاحف شيئا فيفيضون فى الشعر.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث نزل، له دوى كدوى النحل، فيقول الرب: مالك؟ فيقول: يا رب أُتلى ولا يُعمل بى، وفى الحديث: "أنه يدرس القرآن كما يدرس الثوب ووشيه ولا يدرى ما صوم ولا صلاة ولا صدقة يرفعه جبريل والتوراة والزبور والإنجيل من الصحف حتى لا تبقى منهن آية ولا كلمة ولا حرف ثم بمدة قريبة يرفعه من الصدور ليلا فيصبحون يقولون: كنا نقول شيئا فيرجعون إلى الشعر ويقول الشيخ والشيخة: أدركنا الناس يقولون لا إله إلا الله فنقولها الآن والمؤمن هو الذى يقولها يومئذ" فإن صح هذا ارتفع عمن يقولها التكليف بسائر الشرع.
والمعروف أنه يكون الرفع غضبا لله عن المكلفين كلهم، ولكن لله أن يفعل ما شاء، ولا تقوم الساعة حتى يعدم قول: لا إله إلا الله أربعين عاما.
{ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } يرده محفوظا فى قلوبكم، مسطورا حيث كان مسطورا قبل.