التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً
١٠٥
-الكهف

تيسير التفسير

{ أُولَئِكَ } الأخسرون أعمالا الضال سعيهم، الحاسبون أنهم يحسنون صنعًا مبتدأ خبره هو قوله: { الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } بدلائله الموصلة الجاهل إلى التوحيد، من الأرض والسماء وسائر مخلوقاته والقرآن، وقيل: القرآن ووجهه أنه الذى كفروا به، إذ لم يكفروا بنحو السماء، وقد أقروا أنه الخالق. ومن اختار العموم فكأنه راعى جحودهم لدلالتها على وجوب التوحيد، فكفرهم بها من حيث الدلالة، وذكر رب تلويح بتقبيح كفرهم، من هو رب أى خالق ورازق ومنعم.
{ وَلِقَائِهِ } كناية عن البعث والحساب، أو استعارة تمثيلية بأن شبه عدم الحساب والعقاب بالغيبة عن الموقف فى الدنيا منهم، وحضورهم أحياء للحساب والعقاب بلقاء الشئ، أو ذلك من تقدير مضاف هكذا، أو لقاء عذابه.
{ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } لكفرهم كما تدل عليه الفاء، والمراد أعمالهم التى يرجون أنها تنفعهم مما هو فى نفسه طاعة، كالصدقة أو المعصية، كعبادة غير الله عز وجل { فَلاَ نُقِيمُ } لأجل ذلك { لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } كناية عن إِلغائهم، وعدم اعتبارهم فى شئ من الخير البتة، كما أن الأوساخ والمستقذر لا تعتبر بالوزن أو لا نقيم وزنًا لأعمالهم لإحباطها حتى لم يبق منها شئ، وصارت كهباء منثور، والوزن عبارة عما يستحق لشئ، وقال: لا نقيم، لأن وزن الله مقام لا شئ منه ناقص، وإذا كان منه شئ ما لم يكن إِلا على إقامة.