التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً
٨٧
-الكهف

تيسير التفسير

{ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ } نفسه بالإشراك بعد دعوتى { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ } بالقتل بنحو السيف، ويبعد ما قيل نجعلهم فى قدر نحاس، ويوقد تحتها إلا أن قوله: { نعذب } يناسبه، لأن القتل المنجز لا تعذيب فيه، والنون له ولمن معه، وليس معظم نفسه، مع أنه يبعد أن يباشر ذلك كله بنفسه، أو الحكم على المجموع، لأنهم القائلون دونه لا له ولله، لأنه لا يجمع الله وغيره فى ضمير على ما مرّ قريبًا.
{ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا } بالنار فى الآخرة ويبعد أَن ينازع فى عذابا نكراً نعذبه ويعذبه حذف ضميره من الأول الملغى، والمعنى نعذبه عذابا نكراً يجعله فى قدر نحاس، ويعذبه الله عذابا نكراً بالنار، وفي قوله: "إلى ربه" دون إليك ما يقوى أَنه ليس ذلك إيحاء إليه، بل كلام جرى بينه وبين مخلوق كنبى أو بعض قومه.
وقد زعم بعض التقدير: قلنا يا محمد، قال جنده: يا ذا القرنين إما أن تعذب إِلخ فحذف ذلك لظهور أنه ليس نبيًّا، وزعم بعض أن القائل علماؤه، ونسب القول إلى الله مجازا، وكلا القولين تكلف بلا داع.