التفاسير

< >
عرض

كۤهيعۤصۤ
١
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ
٢
إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً
٣
-مريم

تيسير التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم { كهيعص } كاف هاد يجير عظيم صادق { ذِكْرُ رَحمةِ ربِّكَ } هذا المتلو ذكر رحمة ربك، أو مما يتلى عليكم ذكر رحمة ربك { عَبْدَهُ } مفعول به فذلك، والذكر فعل للرحمة على التجور فى الإِسناد، فإِن الذاكر هو الله، وأَسند الذكر للرحمة، ومعنى كون الرحمة ذكرت عبده أَنها أَصابته، كما تقول: ذكرنى معروفك بتخفيف الكاف وضم الفاء، أَى بلغنى أَو شبهت بالإِنسان، ورمز إِلى ذلك ما للإِنسان، وهو الذكر، على أَن الرحمة الخير لا صفة لله، أَو عبد مفعول الرحمة لأَنه مصدر مبنى على التاء من أَول، وإِنما الذى لا يعمل الأَشياء أَهو الذى زيدت فيه التاء للوحدة.
{ زكريَّا } بيان ولا دليل على نصبه بأَعنى { إِذْ نَادى ربَّه } متعلق برحمة أَو بذكر المجهول فعلها لرحمة، أَو بدل اشتمال من عبد أَو زكريا { نِدَاءً خَفِيّاً } فى جوف الليل لا أَحد معه، مراعاة لجلال الله، بأَن السر والجهر عنده سواء، ولأَن ذلك أَحضر للنفس والنداء لا ينافى الخفاء، لأنا نقول: يا رب، ولا تسمع أذننا، أَو تسمع ولا يسمع من معنا، وإِذا جهرنا بالنداء فذلك أيضا خفاء، حيث لم يسمع لهدم من يسمع هناك.
وقصدنا أَن لا يسمع أَو ذلك كناية عن الإِخلاص، والأول أَولى لأنه الظاهر مع المناسبة، فإنه قصد الإِخفاء للإِخلاص، ولئلا يلام على حب الولد فى كبر سنه، ستين سنة أَو خمس وستين، أو سبعين أَو خمس وسبعين، أَو ثمانين أَو خمس وثمانين، أو اثنتين وتسعين، أو تسع وتسعين، أو مائة وعشرين، وهو أشد خفاء للصوت، وقد قيل خفاء صوته لضعفه بالكبر.