التفاسير

< >
عرض

وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً
١٤
-مريم

تيسير التفسير

{ وبرًّا بوالديه } محسناً إليهما، قيل لا عبادة بعد تعظيم الله تعالى أعظم من بر الوالدين، لقوله تعالى: " { وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلاَّ إِيَّاه وبالوالدين إِحساناً } " [الإسراء: 23] والمراد العبادة التى بين مخلوق وآخر، فلا يبحث بأن الصلاة أفضل، لأنها بين الخالق والمخلوق، أو المراد أنه لا أعظم من بر الوالدين بعد التوحيد، وأما المساوى فموجود على أن الصلاة تكون مساوية لبرهما، أو قائل ذلك من السلف يعتقد أن برهما أفضل من الصلاة، والعطف على خبر كان، ولا حاجة إلى تقدير بعض، وجعلناه براً، ولا دليل عليه، ولو ناسب نظيره حكاية عن عيسى.
{ ولَمْ يكن جبَّاراً } متكبراً عن الحق أو متطاولا عن الخلق، أو لا يرى لأحد عليه حقاً، وعن ابن عباس: من يقتل ويضرب على الغضب، أو من يجير نقصه بادعاء منزلة لا يستحقها.
{ عَصيّاً } مخالفاً لأمر الله ونهيه، أو عاقا لوالديه، وهو فعيل للمبالغة، ولا دليل على أنه فعول وأن أصله عصوى بضم الصاد وإسكان الواو، وأنه قلبت الواو ياء، وأدغمت، وقلبت الضمة كسرة وذلك لصرفه عن ظاهره، بخلاف فعيل فإنه ظاهره، والمراد المبالغة فى النفى بمعنى انتفى عنه كونه جباراً عصياً انتفاء عظيماً لا نفى مبالغة كونه جباراً عصياً، وإلا بقى بعض عصيان وإجبار وهو ممنوع.