التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً
٣١
-مريم

تيسير التفسير

{ وجَعَلنى مباركاً أين ما كنت } نفاعاً من صغرى كإبراء الأكمه والأبرص، وتعليم الدين، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وقضاء الحوائج { وأَوصانى بالصَّلاة والزكاة } أمرنى أمراً أكيداً كما هو شأن الإيصاء بالشىء بصلاة الركوع والسجود، وبزكاة المال على وجه مخصوص فى شريعتهم، وقيل الزكاة زكاة الفطر، وقيل الصلاة الدعاء، والزكاة طهارة النفس من الذنوب والمكاره، وهو مكلف من حين ولد أى ولد بالغاً عاقلا كما هو ظاهر قوله: "أوصانى" وقوله ما دمت حياً، وكان يعقل الرجال الكمل، وقيل: أمرنى بذلك أن أفعله إذا بلغت، أوانه، ويبحث فى تفسير الزكاة بزكاة المال بأنه لا مال للأنبياء، وما فى أيديهم لله عز وجل، ولذلك لا يورثون، وقد نزههم الله عن الدنيا، ولأن الزكاة تطهير للمال، وما فى أيديهم طاهر، والقول بأن المراد إيجاب الزكاة على أمته خلاف الظاهر، أو المراد إيجاب الزكاة عليه إن ملك مالا.
{ مادُمتُ حياً } معكم فى الأرض، وإذا رفعت إلى السماء فلا زكاة مال على، إذ لا يتصور ملك المال فى السماء، وأما الصلاة فمكلف بها فى السماء كما كلفت الملائكة بالعبادة.