التفاسير

< >
عرض

وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِن وَرَآءِى وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً
٥
-مريم

تيسير التفسير

{ وإِنَّى خفت المَوَالى } عصبتى. كما روى عن ابن عباس ومجاهد، أو بنى عمى التالين لى فى النسب، أو قرابتى التالين لأمرى، وكان هؤلاء الموالى شرار بنى إسرائيل، فخاف أن لا يحسنوا الخلافة فى أمته بعده.
{ من وَرَائِى } أى وأنى خفت الموالى من بعد موتى أن يجوروا فى أمتى، وهو حال من الموالى فالخوف الآن والموالى بعد موتى، أو يقدر: وإنى خفت جور الموالى من ورائى فيتعلق بجور، ويجوز تعلقه بالموالى لتضمنه معنى الولاية للأمر بعدل، وقيل الآية فى الميراث. فالموالى بنو العم أو العصبة، أو الكلالة أو الورثة أقوال، لكن ليس إرث مال، لأن الأنبياء لا تورث، وما يتركونه صدقه. ويبعد أن يشفق نبى على ماله، وإنما المراد ميراث العلم ونحوه.
{ وَكَانت امرأتى عاقراً } لا تلد، يقال امرأة عاقر، ورجل عاقر كلاهما بلا تاء { فهُبْ لى من لدنك ولياً } من عندك وفيضك الواسع، وكيف شئت، من للابتداء، سواء علقت بهب أو بمحذوف حال من ولياً، وهو الولد كما فى قوله تعالى:
" { رب هب لى من لدنك ذرية طيبة } " [آل عمران: 38]، وبعد هذا التخصيص فى سورة آل عمران، لا يصح دعوى أن المراد ولى ما من قرابته يرثه ولد أو غيره، ولا دعوى أن ما فى آل عمران قبل الإِياس من الولادة بحسب عادة البشر، وما هنا بعده طلب قريباً لحسن الخلافة، وكان يكفى هب لى وليا، لكن زاد من لدنك تلويحاً بعظم ما يوهب، لأن الموهوب من الكريم لا يكون إلا كاملاً إذ لا يهب الناقص المنافى لكرمه.