التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً
٨٨
-مريم

تيسير التفسير

{ وقالُوا } أى المشركون { اتخذ الرحْمَن ولداً } قالت اليهود عزير بن الله، وقالت النصارى عيسى بن الله، وقالت العرب الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً، أفرطت النصارى فى حب عيسى عليه السلام حتى اتخذوه إلهاً، وأفرطت اليهود فى حب عزير حتى اتخذوه إلهاً وأفرطت الشيعة فى حب على حتى ادعى له أوائلهم الألوهية، وتالوهم النبوة، ومن بعدهم الإمامة قبل غيره وانكروا غيره فهم الآن فى الطواف يقولون: الحمد لله الذى جعل الإمام علياً، وإنما هو إمام تحقيقاً، لكنه بعد الإمام عثمان، وقبح الله عز وجل من يطوف بهم مع تلك الكلمة، وكل من الإفراط والتفريط.
وروى عن الإمام على موقوفاً ومرفوعاً: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما، وأحسن الأمور كما شهر أوسطها، كما روى أن الصديق فسح لعلى إذ لم يجد له موضعاً فى مجلس النبى صلى الله عليه وسلم وقال: هنا يا أبا الحسن، فسر النبى صلى الله عليه وسلم بالفسح وبالتكنية، فقال:
"أهل الفضل أولى بأهل الفضل، ولا يعرف أهل الفضل إلا أهل الفضل" وعنه صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" وعن سفيان بن عيينة: من تهاون بالإخوان ذهبت مروءته، ومن تهاون بالسلطان ذهبت دنياه، ومن تهاون بالصالحين ذهبت آخرته.
رد الواو الى هؤلاء لظهور أمرهم، وذكره فى القرآن، وقيل الواو للمجرمين، وقيل للكافرين، وقيل للظالمين، لتقدم ذكر هذه الأسماء، ولو أريد بهم هنا من ذكرت من اليهود والنصارى والعرب، وقيل: للعباد عموماً المدلول عليهم بالفريقين حكماً على المجموع بحكم البعض، ذكر جناية هؤلاء عقب جناية من عبد غير الله لتناسبهما.