التفاسير

< >
عرض

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ
١١٩
-البقرة

تيسير التفسير

{ إِنَّا أَرْسَلْنَٰكَ } يا محمد { بَالْحَقِّ } مع الحق، أو مؤيدا به، وهو دين الإسلام، أو لأجل إقامته { بَشِيراً } لمن اتبعه بالجنة { وَنَذِيراً } لمن خالفه بالنار، ولم نرسلك لتجبر عليه، إن أنت إلا بشير ونذير، لست عليهم بمسيرط { وَلاَ تُسْئَلُ عَنْ أَصْحَٰبِ الْجَحِيمِ } النار الملتهبة وأصحابها اليهود والنصارى، ومشركو العرب وسائر المشركين، لا تسأل عنهم، فإن عقابهم لا يسعه إخبارك به، ولا يحتمله فهمك، فلا فائدة فى السؤال عنه، والله قادر على الإخبار به ولكن لا يمكنك الاطلاع عليه فى الدنيا فتسلَّ بشناعته عن ضرهم لك، أو لا نسأل عنهم سؤال تحسر، لِمَ لم يؤمنوا مع وضوح الدلائل.
وعن ابن عباس،
"أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله عن أبويه" ، فنزلت نهيا عن السؤال عن الكفرة عموما، وإنما سأل عن خفة عذابهما وشدته، أو عن حال أهل الفترة، فأخبره بأنهم غير معذورين، وذلك قبل أن يحييهما الله ويؤمنا به، على ما روى ضعيفا.
وروى
"أنه سأل جبريل عن قبريهما فدله عليهما، فذهب إليهما، فدعا لهما، وتمنى أن يعرف حالهما، وقال: ليت شعري، ما حالهما في الآخرة، فنزلت الآية" .
والصحيح أن الآية فى أهل الكتاب، أو فيهم، وفى سائر المشركين، لا فيهما، ولا بأس على من وقف فيها لشبهة ما ذكروا من الأحاديث فى إيمانهما، إذ كانت ضعيفة، لا للحمية، والضعف فى الولاية والبراءة.