التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ
١٢١
-البقرة

تيسير التفسير

{ الَّذِينَ } خبره أولئك يؤمنون به { ءَاتَيْنَٰهُمُ الْكِتَٰبَ } الإنجيل والتوراة، وقيل المراد، المؤمنون والقرآن { يَتْلُونَهُ } أى القرآن، والجملة حال، أى مقدرا بفتح الدال، لهم أن يتلوه { حَقَّ تِلاَوَتِهِ } لا يغيرون لفظه ولا معناه، ولا يزيدون ولا ينقصون، ويعملون به، ويتفكرون فى معانيه، ويكلون متشابهه إلى الله، وذلك هو قراءته حق قراءته، وأما قراءته بإخلال ذلك أو بعضه فكلا قراءة، أو يتلونه يلونه بتلك الحقوق، وهم عبدالله بن سلام ونحوه من أهل المدينة وغيرها من علماء أهل الكتاب العاملين به، واثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية رهابين من أهل الشام، منهم بحيرا الراهب، ودخلوا الحبشة ورجعوا مع الاثنين والثلاثين منها مع جعفر رضى الله عنه وأصحابه فى سفينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما جعلت يتلونه حالا مقدرة لأنهم حال إيتاء الكتاب ليسوا يتلون القرآن حق تلاوته، بل بعد { أُوْلَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } بالكتاب، أو بالله، لا إله إلا الله، أو الذين الأنبياء، والكتاب الجنس، وإنما قلت، والتوراة، لأن من آمن بالإنجيل تحقيقاً حتى آمن بالقرآن لا يكفر بها، ولا يجوز أن يراد علماء أهل الكتاب مطلقاً كقوله " { الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه } "[البقرة: 146]... الآية، لأنه ليس كل من عرفه يتلوه حق تلاوته { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ } بالكتاب، التوراة والإنجيل، بأن يحرفه بزيادة أو نقص، أو كتم، أو تفسير بما ليس حقّاً، وقيل القرآن كما هو { فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْخَٰسِرُونَ } إذ بدلوا الضلال بالهدى، والنار بالجنة. وهذا لعمومه أولى من التفسير بأخذ الرشا على الدين.