التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
١٨٣
-البقرة

تيسير التفسير

{ يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا } حال من الكتب المحذوف المنصوب على المفعولية المطلقة، أى كتب عليكم الصيام، الكتْب ثابتا كما، أو نعت لمصدر محذوف أى كتب كتباً كما، أو صوما مماثلا للصوم الذى كتب، أو حال من الصيام، أو نعت له، لأن أل فيه للجنس، فهو كالنكرة، أو يقدر المتعلق معرفة، أى الثابت كما، وما اسم فى ذلك إلا فى الأولين فمصدرية { كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم } من الأنبياء، وأممهم، ولو تفاوت قدراً وزماناً، وقيل: لم يتفاوت من آدم إلى عهدكم، كما قال علىّ: ما أخلى الله أمة من فرض الصوم فارغبوا فيه وطيبوا نفساً به واستسهلوه، والمشقة إذا عمت طابت { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } المعاصى وما لا يعنى فيه لأنه بكسر النفس، فتغتنوا فيه وتصفو قلوبكم به، لما بعد، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن الصوم له وِجاء" ، أو تتقون التقصير فيه وإفساده أو تركه، يشير إلى أن قمه وعمومه من موجبات المحافظة عليه فلا تكونوا بتركها أنقص من غيركم وأنتم أفضل الأمم، وبينكم أفضل الأنبياء، ويقال كان على النصار صوم رمضان فربما وقع فى حر، وربما وقع فى برد فحولوه للربيع، وزادوا عشرين يوما كفارة لتحويله، والمراد أن غالبه فى الربيع، وأما أقله ففى فبراير، فإن أول صومهم فى ثامن فبراير بسبعة أيصام قبل الربيع، ويقال ترك اليهود رمضان وصاموا يوما فى السنة، قالوا إنه يوم غرق فرعون، وزاد فيه النصارى يوما قبله ويوما بعده احتياطا، حتى بلغوا خمسين، فشق عليهم للحر والبرد فنقلوه إلى زمان حلول الشمس فى برج الحمل، فالمماثلة فى قوله تعالى، كما كتب، مماثلة فى الوجود والمقدار والزمان وهو عين رمضان، وقيل فى أصل الوجوب، وقيل زادوا عشرة كفارة للتحويل، ثم مرض ملكهم بأكل لحم فشفاه الله، فزاد خمسة، وقال آخر، أتموه خمسين، وقيل زادوا عشرين لموت أصاب مواشيهم، وقيل لموت أصاب أنفسهم.