التفاسير

< >
عرض

وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ
٤٣
-البقرة

تيسير التفسير

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَٰوةَ وَءَاتُوا الزَّكَٰوةَ } المنزلتين فى القرآن، لوجوب الإيمان به واتباعه عليكم { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } محمد وأصحابه، جماعة أو الجنس فالكفار مخاطبون بفروع الشريعة كما خوطبوا بالتوحيد، وتأويل الآية ونحوها بآمنوا بوجوب إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ليكون من الأصول دعوى بلا دليل وتكلف، والحق جواز الأمر بالشىء قبل بيانه، لا ليفعلوه قبل بيانه، فليس ذلك من تأخير البيان عن وقت الحاجة، كما تقول لعبدك، خِط هذا الثوب، فيقول: لا أعرف، فتقول سأعلمك، وأنت حين مرته عارف بأنه لا يعرف، وقدم الصلاة تدريجاً لأنها أسهل على النفس من المال، ولأنها أفضل العبادات بعد التوحيد، وقرنها بالزكاة لأنها تطهر النفس من البخل، وتورثها فضيلة الكرم، كما أنها تنمي المال وتطهره من البخل، فإن الزكاة لغة النمو والطهارة، وفيه تلويح بزجرهم عما هم عليه قبل، من الصلاة فرادى بلا ركوع، أو المراد بالركوع الانقياد لأمر الشرع وترك التكبير، كانت اليهود تأمر سرّاً من أحبوه من قرباهم ومن حلفائهم من الأوس والخزرج، وأصهارهم، ومراضيعهم، ومن سألهم من قريش وغيرهم من العرب باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون لهم: إنه رسول الله، وهم لا يؤمنون.