التفاسير

< >
عرض

أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٤٤
-البقرة

تيسير التفسير

{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أنواع الخير والطاعات، وترك المحرمات والمكاره، والمراد الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه جامع لذلك، وللتوسع فى الخير مع الله والأقارب والأجانب كما هو، أصل البرد المأخوذ من البر بالفتح للقضاء الواسع { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } تتركونها عمد من البر، فلا تأمرونها به، والاستفهام توبيخ لهم، أو إنكار لأن يصح ذلك عقلا أو شرعا ومحطه قوله وتنسون أنفسكم، { وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَٰبَ } التوراة وفيما النهى عن مخالفة القول العمل، فإنها صورة الجاهل بالشرع والخالى عن العقل، إذ كان يعظ ولا يتعظ، وليس عدم العمل مسقطا لفرض الأمر والنهى، فإن لم يعمل ولم يأمر، ولم ينه فقد ترك فروضا، وإن عمل وَلم يأمر ولم ينه أو أمر وَنهى وترك العمل فقد ترك بعضها، والنسيان مشترك بين الزوال عن الحافظة والترك عمدا، وقيل مجاز فى الترك، لأنه لازم ومسبب عن الزوال عنها، ونكتة التعبير به التلويح إلى أنه لا يليق أن يصدر ذلك إلا لزوال عن الحافظة، يطلع ناس من أهل الجنة على ناس فى النار فيقولون: كنتم تأمروننا بأعمال دخلنا بها الجنة، فيقولون كنا نخالف إلى غيرها { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أى فألا تعقلون قبح ذلك، قدمت الهمزة عن العاطف لتمام صدارتها، أو دخلت على معطوف عليه محذوف، وهكذا فى القرآن، أى أتغفلون فلا تعقلون.