التفاسير

< >
عرض

يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ
٤٧
-البقرة

تيسير التفسير

{ يَٰبَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } كرره للتأكيد، والإيذان بكمال غفلتهم، وليتنى عليه قوله { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ } أى نعمتى، وتفضيلكم، هذا عطف خاص على عام { عَلَى الْعَٰلَمِينَ } عالمى زمانكم من الناس، إذ جعلت فيكم النبوة والرسالة، والمعجزات، والكرامات، إذ جعل فكيم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين" كالمن والسلوى وفلق البرح، أما غير الناس من الجمادات والحيوان فلا اعتداد به، وأما الجن فتبع للناس أو يرادون فى العالمين، وأما الملائكة فليسوا فى الآية. لأنها فيمن تمكن فيه النبوءة وما يتبعها، ولو قلنا إن الإنسان المؤمن أفضل من الملائكة، وخرج تعالى زمانهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فإنهم أفضل الخلق على الإطلاق، والدليل قوله تعالى " { كنتم خير أمة } " [آل عمران: 110] الآية. وحديث "أنا سيد ولد آدم" بل لا ينافى أنهم فضلوا علينا أى زادوا علينا بكثرة الأنبياء، وما ذكر لأنا أفضل منهم فرداً فرداً بالذات، من حيث إن ثوابنا أكبر من ثوابهم، وسومح لنا ما لم يسمح لهم.