التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
١١٥
-طه

تيسير التفسير

{ ولَقَدْ عَهِدْنا الى آدمَ مِن قبْلُ } قبل هذا الزمان، أو قبل وجود هؤلاء المخالفين، وقبل نزول القرآن، أو قبل الأكل من الشجرة، والأولى أولى، ويليه الثالث، ثم الثانى، والكلام متعلق بقوله عز وجل: "ولا تعجل" بمعنى أن النسيان قد سبقك فى أبيك، وأنت منه مع أنه كان فى الجنة، وعهدنا عليه، وإنما العصمة منى، أو بمعنى لا تعجل فقد عجل أبوك بالأكل من الشجرة فوقع فيما علمت، أو متعلق بقوله صرفنا ولو تخالفا إخباراً وإنشاء، فإن القسم إنشاء، لكن محط الكلام جوابه، وهو خبر مثل صرفنا بمعنى أن هؤلاء المخالفين تركوا الوعيد، كما تركه أبوهم آدم، كذا قيل.
ويبحث بأن فيه تشبيه آدم بالكفار، وتشبيههم به، مع أنهم عمدوا ولم يتعمد، بل نسى أو تأويل، ولو أجيب بأن محط الكلام مجرد تسلية عما وقع من المخالفة، وأن القصور شأن الإنسان ولو سعيداً، أو متعلق بنقص تمثيل له، وفيه بعد لكن فيه انجاز الموعود، وهو إخراج آدم، كما أن المقصوص عنهم منجز لهم الوعيد، وفيه إنجاز القص، أو متعلق بمحذوف مستأنف بمعنى إنَّا نمهل الوعيد، ونعفوا إلا من عاند وأصر.
{ فنسَى } ترك العهد، وهو الخروج من الجنة، أو أن هذا عدو لك لزوجك بتأويل أو لم يحافظ عليه حتى زال عن حافظته، والعطف على عهدنا، فالترتيب عرفى أو على محذوف أى لم يهتّمّ فنسى { ولم نَجدْ لهُ عَزْماً } عمداً للمعصية، بل تأويل أو زال عن حفظه، والنفس تميل الى ما لا ينبغى، والتفاضل فى أصحابها بجدها عنه، وقد اهتم على بن أبى طالب بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتزوج بنت أبى جهل على فاطمة رضى الله عنها، فتذكر عداوة أبى جهل لرسول الله صلى الله عليه وآله، فتركها مع إسلامها لذلك، ولئلا تغتاظ فاطمة رضى الله عنها.