التفاسير

< >
عرض

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ
١٢٠
-طه

تيسير التفسير

{ فوَسْوَس إليْه الشيطانُ } عدى بإلى لأن المراد انهى إليه لاوسوسة، وهى الخطرة الردية، وأصله صوت الحلى الخفى من مضاعف الحكاية للصوت، كولولة الثكلى، ووعوعة الذيب، ووقوقة الدجاج، وقطقطة القطا { قال يا آدمُ هَل أدلُّك على شَجَرة الخُلْد ومُلْك لا يَبْلى } بدل من وسوس، أو جواب سؤال ماذا قال فى وسوسته، ناداه باسمه، وألان له بالاستفهام، ليكون مقبلا عليه، وأمكن للاستماع موهماً له أن ينصحه كما نصحه الله بالنداء، وشجرة الخلد شجرة لا يموت من أكل منها، أو يكون ملكاً، وقد زعم زاعم أن الملائكة تأكل منها، وهو خطأ، وقد قال الله عز وجل عنه:" { إلاَّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } " [الأعراف: 20] وهو كلام مناقض، فإن الشجرة المشار إليها هى التى أكل آدم وحواء منها، فخرجا ولم يخلدا، ومعنى لا يبلى لا يكون بالياً رثاً أو لا يفنى، وذلك من لوازم الخلود، ذكر تأكيداً وزيادة للترغيب: كذا قيل: وفيه أن الخلد لا يوجب عدم الرثة إلا أن يفسر بالفناء.