التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ
١٣٤
قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ
١٣٥
-طه

تيسير التفسير

{ ولو أنَّا أهْلكْناهم بعذابٍ من قبَله } ولو ثبت أهلاكناهم بعذاب مستأصل من قبل البينة، وذكرها باعتبار أنها برهان، أو قبل الإتيان المفهوم من قوله: " { أو لم تأتهم } " [طه: 33] أو من قبل الرسول، أو الإرسال { لقالُوا } يوم القيامة{ ربَّنا } يا ربَّنا { لولا } طلب برغبة { أرسَلت إلينا رسُولاً } فى الدنيا مع آيات مع آيات { فنتَّبع آياتك } التى جاءنا بها { من قبل أن نُذِلّ } بعذاب الاستئصال فى الدنيا { ونَخْزَى } بدخول النار لليوم ومعناهما واحد، وقيل الذل الهوان والخزى الافتضاح، وقيل كل من الذل والخزى بعذاب الآخرة، وهو متبادر لأنه لا بيقون بعد مجىء الاستئصال فى الدنيا، وقتا يتبين فيه ذلهم، بل يفاجأهم إلا أنه من الجائز بقاء وقت، فما أهلكهم الله إلا على حجة، كما قال: " { قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا } " [الملك: 9] الخ وليس فى الآية جواز الإهلاك، بلا نبى ولا كتاب وإنما قال الله عز وجل: { لو فعلناه } وهو لم يفعله.
{ قل } يا محمد لقومك الكفرة { كلٌّ } منها ومنكم { متربِّصٌ } منتظر لما يئول اليه الأمر، وأفرد الخبر للفظ كل { فتربَّصُوا } عطف إنشائية فعليه على اسمية خبرية { فسَتَعْلمون } بعد مدة والسين على أصلها، والبعد متفاوت، وقيل السين للوعيد، والمراد القرب، ولا دليل على هذا { مَنْ } استفهامية أصْحاب الصِّراط السَّوىّ المستقيم نحن أم أنتم من مبتدأ، وأصحاب خبر أو بالعكس، والجملة فى محل نصب سدت مسد مفعولى تعلم { ومن اهْتَدى } من استفهامية سدت مسد مفعلولين، وإن جعلنا تعلم بمعنى تعرف، فالجملة فى الموضعين سدت مسد مفعول به واحد، وجاز جعل من الثانية موصولة معطوفة على الأولى، على أنها موصولة ايضاً حذف صدر صلتها للطول أى من هم أصحاب الصراط السَّّوى، أى الذين هم أصحاب الصراط السَّوى، أى الذين هم اًحاب الصراط السَّوى والفريق الذى اهتدى.