التفاسير

< >
عرض

وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي
٢٩
هَارُونَ أَخِي
٣٠
ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
٣١
-طه

تيسير التفسير

{ واجْعَل لى وَزيراً مِن أهْلى هارون أخى } الوزير حامل الوزر بكسر الواو وإسكان الزاى، أى الثقل، والمراد المعنى فى تحمل مشاق التبليغ الى فرعون، وسمى من قام بأمر الملك وزيراً، لأنه يحمل معه ما يشق من الأمور برأيه وغيره، أو الوزير الملجأ يلتجأ الى رأيه، ومنافعه كجبل يتحصن به من الوزر بفتح الواو والزاى، ويضعف أنه من الأرز القوة، قلبت همزته واواً فعيل بمعنى مفاعل، كجليس بمعنى مجالس، لأن الأصل عدم القلب، وأيضا يغنى عن هذا قوله عز وجل:
{ اشْدُد به أزْرى } دعا الله أن يكون له هارون معيناً أو كحصن، ولا شك أن يزداد به قوة كما دعا أن يشد به أزره، ولى مفعول ثان، ووزيراً أو منعوت بقوله من أهلى، وهارون بدل من وزير، أو بيان له على جواز تخالف عطف البيان، والمعطوف عليه تعريفاً وتنكيراً، واعترضت البدلية بأن المقصود بالذات البدل، وهنا المقصود بالذات الوزارة.
وأجيب بأن قصد البدل بالذات، بل يجوز غير ذلك، وبأنه تقوى بالأخوة أو هارون أول ووزيرا ثان، ولى متعلق باجعل أو حال من وزير أو أخى، بدل من هارون أو بيان له، أو لوزير أولا يضر تعدد البيان، ولا كونه أشهر من المعطوف عليه، كما شهر بل يجوز ولو دونه مراعاة الحصول التمييز بأى شىء كان، كما قاله السعد ومحشوه، فلا نحتاج الى التوسل بكون المضاف الى الضمير أظهر من العلم، إذ لا نسلمه ولا الى ما قيل إن أخى هنا أظهر من هارون.
وإذا قلنا فى كلام مخلوق لله بعطف البيان، فالمراد أنه جاء على طريقة عطف البيان، لأن الله عز وجل لا يخفى عنه شىء، فيبين له، ويبعد أن يكون أخى مبتدأ أخبره اشدد به أزرى، أو بمحذوف على الاشتغال، لأن الأصل أن لا يكون الخبر طلباً، والأصل عدم الحذف، بل اشدد به أزرى مستأنف، ومن أن الأزر القوة، وقيدها بعض بالشديدة، وقال الخليل وأبو عبيدة: الظهر.