التفاسير

< >
عرض

فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ
٧٨
-طه

تيسير التفسير

{ فأتبعَهُم } تبعهم { فرْعَونُ بجُنُوده } مع ألف فارس، وقيل ألف ألف وخمسمائة ألف وخلفوا النساء والصبيان والعاجرين في مصر، وينو إسرائيل مع موسى، ستمائة ألف وثلاثة آلاف، وقيل ستمائة ألف وسبعون ألفاً، وما فيهم ابن ستين، ولا ابن عشرين، وهم ذكور وإناث، والله أعلم بصحة تلك الكثرة في الفريقين، وقد عهد إليهم يوسف أن يخرجوا به ميتاً فبدلتهم على قبره عجوز، فقال لها موسى، احتكمى؟ فقالت له: أكون زوجك في الجنة، فأنعم وحملوه، خرج بهم موسى يريد القلزم، وقد استعاروا من قوم فرعون الحلى والدواب لعيد يخرجون إليه غداً أو بعد غد، والإِيحاء بالضرب قبل اتباع فرعون بجنوده فيما قيل، واختير.
وقيل بعده وهو الصحيح: لما ترآى الجمعان. استغاث موسى الله، فأوحى إليه بالضرب، فضرب فانفلق البحر اثنى عشر فرقاً مقوسة، راجعة إلى الأرض التي دخلوا من جهتها، فيرجعون إلى مصر أو إ لى الشام، وقال فرعون: انفلق البحر من هيبتى، ونادى ثلاثة وثلاثون ملكاً بأمر الله فرعون وقومه: أدخلوا فدخلوا، فدخل على فرس ذكر، وجبريل على فرس أنثى قدامه ليتبعه، وقد سبقهم بنو إسرائيل بالدخول، ولما خرج آخر بنى إسرائيل، ودخل آخر جنود فرعون إغراقهم البحر، ولم ينج منهم أحد، ولم يغرق منى بنى إسرائيل أحد.
{ فغشيهم من اليم } البحر، فاليم اسم للبحر ولو مالحاً لا كما زعم بعض أنه العذب، وأن الغرق في النيل { ما غشيهم } ما لا يعلم غاية هو له إلا الله عز وجل، وهذا أولى من أن يقال المعنى: غشيهم ما سمعت قصته، والهاء لفرعون وجنوده، وقيل لجنوه فقط. لأنه أنجى الله فرعون ببدنه، ولم يغرق ومات بلا غرق، وليس كذلك، بل أغرق فمات بالغرق. وشك بنو إسرائيل في هلاكه: فأظهر الله ميتاً. وقيل: الهاء الأولى لفرعون وجنوده، والثانية لموسى وقومه، وعليه فالتقدير فنجا موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، وعليه، وإنما جعل الثانية لموسى وقومه لأنهم تقدموا فقال: غشى فرعون وقومه ما غشى قبلهم موسى وقومه، وعليه فالهول شأن دخول البحر والصحيح ما مر.