التفاسير

< >
عرض

أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي
٩٣
-طه

تيسير التفسير

{ ألا تَتَّبعنى } معمول منع بلا تقدير جار، أى ما منعك اتباعى أو به، أى من اتباعى، ولا صلة، ويجوز أن تكون نافية بمعنى ما حملك على عدم اتباعى، والمنع من الشىء مستلزم للحمل على مقابله، وإذ متعلق بمنع لا بنتبع، لأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول، ولو كان ظرفاً، لأنه يعمل بالتوسع فى الظرف، إذا لم يوجد مندوحة عنه، والمراد بالاتباع أن تسير بسيرى فى الغضب لله، وتقاتلهم على كفرهم، أو أن تلحقنى الى الطور بمن معك، ممن لم يكفر كما روى عن ابن عباس، وكان هارون أحب إليهم من موسى، رئيسا فيهم، فلو خرج عنهم بعد ما نهاهم ولم ينتهوا لانتهوا، لشدة مفارقته لهم عليهم، ولا يخافون من رجوع موسى إليهم، بذهابه الى موسى، وإخباره له لأنهم قالوا: حتى يرجع إلينا موسى.
{ أفعَصَيْت } أخالفتنى فعصيت { أمرى } لك سياستهم، على أمر دينهم ودنياهم، إذ قلت لك:
" { اخلفنى فى قومى وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } " [الأعراف: 142] أو أمرى أمور الديانة وعصيانها مضادتها.