التفاسير

< >
عرض

لاَ تَرْكُضُواْ وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
١٣
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ لا تَرْكضوا وارْجعُوا إلى ما أُتْرْفْتُم فيه ومساكنكم لعلكم تُسْألون } كنت فى زمان صغر السن، أفسره بحال من شأنه ان يقال له ذلك لتمكنهم فى نعمهم وأحوالهم، مطمئنين، ولا قائل تحقيقاً، ويحتمل أن يقول لهم ذلك استهزاء بهم ملائكتهم، أو الملائكة الجاءون بالعذاب، أوالمؤمنون أو الوافدون إليهم للسؤال، أو بخت نصر، أو بعض قومه على أن الإهلاك بهم على ما مر، ويقال هم عرب حضور، وهى قرية باليمن، قتلوا نبيا مبعوثاً إليهم، فأخذتهم سيوف بخت نصر، وملك ينادى من جهة السماء يالثارات الأنبياء، وسمعوا وأقورا حين لا ينفعهم، وأترفتم نعمتم فيه من النعم، وفى للظرفية أو صيرتم بطرين كافرين للنعم، وفى للسببية.
والمراد بالسؤال السؤال فى المهمات والنوازل كحالهم من قبل، أو عما جرى عليهم فى أموالهم ومنازلهم التى يفتخرون بها، فيخبرون السائل عن معاينة أو سؤال عبيدهم، وأولادهم وخدمهم عما يفعلون، أو يتركون أو الطلب من الفقراء أو غيرهم منهم عطاء، وكانوا أسخياء رياء، أو بخلاء، فقيل لهم ذلك تهكما بالشح الى تهكم، فلا تركضوا، وارجعوا الى ما أترفتم فيه أو يسألكم بخت صلحاً، أو جزية أو امراً تتفقون عليه معه، أو المعنى ارجعوا الى مساكنكم فى النار تهكما، والرجوع بمعنى مطلق الذهاب والسؤال عن الأعمال، أو السؤال العذاب لتكذيبهم، لأنه ملزوم للعذاب وسبب.