التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ
٤٢
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ قُلْ } يا محمد سائلا سؤال تفريع عن الاغترار بالنعم التى بين أيديهم { مَنْ يكلَؤُكُمْ } يحفظكم { بالليل والنَّهار } قدم الليل لأن الدواهى فيه أكثر وأشد، ولأنه أسبق { مِن الرَّحْمن } اختار لفظ الرحمة، إيذاناً بأنه لا حفظ لهم إلا برحمته، وتلقينا بأن يجيبوا، تكلؤنا برحمتك، وإعلاماً بشدة البأس إن لم يؤمنوا، كما يقال: أعوذ بالله من غضب الحليم، وتقبيحا لهم بشدة خبثهم حتى لم تنلهم رحمته مع سعتها.
{ بل هُمْ عَنْ ذكْرِ ربِّهِم مُعْرضون } انتقال الى ذكر أنهم ليسوا من أهل السماع، وأنهم يستمرون علىالإعراض اشتغالاً بآلهتهم ونعمهم عن ذكر المنعم عليهم، المربى لهم، والمقام لتقبيح حالهم، فلا يصح ما قيل: إن المعنى أنهم لمن يغفلوا عن الله البتة، لأنهم يعبدون الآلهة لتشفع لهم عند الله، ولكن أعرضوا عن ذكره، وعن التذكر بتذكير المذكر لهم.