{ ما آمنَتْ قبْلهُم مِن قريةٍ أهلكناها } ما آمن أهل قرية قبلهم مقترحة آية أهلكناها بالاستئصال، بل أهلكنا به من اقترحوها، ولم يؤمنوا فلا تقترحوها، وإن اقترحتموها لم أجبكم إليها، لأنه سبقت كلمتى أن لا أعذب أمة محمد به، وأن سيخرج من أصلابهم من يؤمن بى، وعادتى الإهلاك به للمقترح، إن لم يؤمن وأنتم اقترحتم بانشقاق القمر فاشتق، ولم أستأصلكم لذلك، وتفضلا عليكم، ونجيتكم بعد ما بحثتم بالظلف عن الحتف، وأهلكنا نعت قرية، ومن صلة فى الفاعل على حذف مضاف كما رأيت.
وإن قُلنا المراد بالقرية أهلها وضعاً لغوياً، أو تسمية للحال باسم المحل، فلا حذف، لكن يعارضه أهلكناها إذ لم يقل: أهلكناهم، فيحتاج الى رد الضمير الى القرية، لا على معناها، بل على معنى الأهل بطريق الاستخدام، وهو خلاف الأصل مع ما فيه هنا عن الاضطراب، وما تقدم أولى، ويليه أن إهلاك القرية كناية عن إهلاك أهلها.
{ أفهم يؤمنون } أهم شاكرون نعمة النجاة من الاستئصال. فهم يؤمنون أو آمن قبلهم لم يؤمنوا، فهم يؤمنون لو أعطوا ما اقترحوا
لم يؤمنوا، كما لم يمن قبلهم من اقترحوا، أو الهمزة مما بعد الفاء، فيكون العطف على ما آمنت، والاستفهام على كل حال إنكار.