التفاسير

< >
عرض

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
٧١
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ ونجَّيناه ولوطاً } هو ابن عمه، وقيل ابن أخيه ضمن نجينا معنى أخرجنا، ولذا عدى بالى فى قوله: { الى الأرض التى باركنا فيها للعالمين } أرض الشام، وهى المشهورة ببركة الحرث والثمار، والمال والخصب، ويقال كل ماء عذب من تحت صخرة بيت المقدس، وفى الشام بركة الدين، فإن أكثر الأنبياء منها، وانتشرت بركة الدين الى سائر الأرض، ودل بفيها على أنها محيطة بالبركة، فلم يقال باركناها، وقيل المراد باركنا بالخصب وغيره مما هو دنيوى، والأول أليق بشأن الأنبياء، وفيه الدنيا أيضاً، ولا بد منها خرج من العراق عراق العرب، وهو بغداد، ومعه لوط وسارة بنت عمه هارون الأكبر، وناخور خرجوا من كوثى من العراق، فنزل حرَّان.
وقيل: تزوج سارة فى حرَّان. وهى بنت ملك حرّان، وشرط عليه أن لا يغيرها عن دينها، ولما مكث ما شاء الله ارتحل منها الى مصر، ثم من مصر الى الشام، ونزل السبع من فلسطين، ونزل لوط بالمؤتفكة على مسير يوم وليلة منها أو أقرب، وفى الآية مدح الشام، وفى الحديث ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم لمهاجر ابراهيم، وعنه صلى الله عليه وسلم:
"طوبى لأهل الشام فقال زيد بن ثابت: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: إن الملائكة عليهم السلام باسطة أجنحتها عليها" ، وذكر الغزالى وغيره دم العراق، واستحباب الخروج منه، بل الفرار وقيل الأرض التى باركنا فيها للعالمين مكة، وقيل مصر، والصحيح الأول.