التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ إنَّ هذه أمتُكُم } هذه الطريقة أو الملة المذكورة عن الأنبياء، وهى التوحيد والعمل بما اوحى اليهم أمتكم، أى طريقتكم أيها الناس، أو أيها المؤمنين، أو أيها المعاندون من محمد صلى الله عليه وسلم بدأ السورة بهم، ووعظهم وذكر لهم الأنبياء وأممهم، وختم بهم، ومن معانى الأمة فى اللغة الطريقة أو هؤلاء الأنبياء أمتكم جماعتكم التى تتبعونها، ولا تميلون عنها، وذلك فى التوحيد وصفات الله وأفعاله، وتختلف الأنبياء وأممهم فى الفروع، وقيل الأمة الدين مجازاً وقيل حقيقة { أمَّةً } حال من أمتكم فيختلف عامل الحال وعامل صاحبها، فإن عامل الخبر المبتدأ. وهذا المبتدأ رافع لخبر ناصب للحال { واحدةً } متحدة فيما بين الأمم والأنبياء كلهم أو فى أنها لا يخالطها الشرك فى القبول وصحة الاتباع.
{ وأنَا ربُّكم } وأن إلهكم واحد الملة واحدة، والرب واحد، وأمر الأنبياء واحد، ويناسب أن الرب بمعنى الإله قوله تعالى: { فاعْبُدون } خاصة والإله المعبود والإلاهة العبادة، وفى لفظ الرب ترجيح جانب الرحمة، ودعاء العبادة بالترغيب.