التفاسير

< >
عرض

وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ
٩٧
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ واقْتَربَ } قرب قرباً شديداً { الوعْد الحق } ما بعد نفخة البعث من البعث والحساب والجزاء، يقتل عيسى عليه السلام الدجال عند باب لُدّ الشرقى فى الشام، فيوحى الله سبحانه اليه حرز عبادى المؤمنين الى الطور فقد أخرجت عباداً لا يطاقون، وهم يأجوج ومأجوج، ويدعى عيسى والمؤمنون فى إهلاكهم، فيصبحون موتى بالنغف فى رقابهم بمرة، ويرسل الله سبحانه طيراً كأعناق البخت تلقيهم فى البحر، ويغسل الأرض بمطر كزلفة، ويبارك فى الأرض حتى يأكل النفر من الرمانة، ويستظلون بقشرها، وتكفى اللقحة الفئام من الناس وهم الفخذ، والشاة أهل البيت، ويبعث الله عز وجل ريحاً طيبة فى آباط المؤمنين فيموتوا ويبقى الكفار يتهارجون كالحمر، والساعة بعد يأجوج ومأجوج كالحامل المتمة لا يدرى متى تضع، وتلد الفرس، ولا يركب ولدها حتى تقوم الساعة كما روى.
{ فإذا هى } أى القصة { شاخصة } خبر لقوله { أبصارُ الَّذين كفروا } أو مبتدأ رافع له على الفاعليه، مستغن به عن الخبر على ما آنفاً، فذلك كالفعل والفاعل، فصح أن يكونا خبراً لضمير القصة، ولا يحكم لهما بحكم المفرد فلا تهم، فلو حكم لهما بحكم المفرد لم جز أن يقال أقائم الزيدان، وأجاز بعض الكوفيين الإخبار بالمفرد عن ضمير القصة أو الشأن، وقيل: هى عائد الى مبهم فسره أبصار بعده، وقيل: ضمير الساعة والخبر محذوف، أى واقعة، وقوله: أبصار الخ مستأنف، وفيه ضعف لعدم لاحتياج الى التقدير، وشخوص الأبصار ارتفاع أجفانها من غير أن تطرف لشدة الهول.
{ يا ويْلنَا قد كُنَّا فى غَفْلةٍ من هذا بل كنَّا ظالمِينَ } مفعول لقول مقدر حال مما قيل، أو مستأنف، أى قائلين أو يقولون، أو جواب إذا ونداء الويل تحسر { قد كنَّا } قبل الموت أو اليوم { فى غفلة من هذا } عن هذا اليوم، أو عن هذا الذى دهمنا من البعث للحساب { بل كنَّا ظالمين } إضراب عن ذكر الغفلة الى ذكر أنه قد أنذروا بقدر ما ينتفعون، وأنهم ظلموا أنفسهم بعدم الاتباع وتعريضها للعذاب الدائم.