التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلعَبِيدِ
١٠
-الحج

تيسير التفسير

{ ذلك بمَا قدَّمت يَدَاك } معمل لحال مقدرة من ضمير نذيق، أى قائلين له ذلك إلخ، أو من الهاء أى مقول له ذلك الخ، وبما خبر أى ثابت بسبب ما قدمت يداك من الكفر والمعاصى، والأصل بما قدمت بإسكان الميم وبتاء الخطاب وإسقاط يداك، ولكن أسند الفعل الى اليدين لأعتياد الكسب بالأيدى، ولا حاجة الى تقدير الأمر ذلك، فيبقى الباء بلا تعلق ظاهر، ولا الى تقدير فعلنا ذلك، وإن لم نقدر القول كانت الجملة مستأنفة على طريق الالتفات لتأكيد التشديد عليهم بالخطاب، والأصل ذلك بما قدمت يداه.
{ وأنَّ الله ليس بظلام للعَبيدِ } أى ذلك بكسبك فقط لم يقترن معه ظلم الله لك بزيادة ما لم تفعل، ولا ذلك بمجرد ظلم الله لك دون عملك، وهذا من عموم السلب، وظلام للنسب، أى ليس بذى ظلم عظيم ولا حقير، ولا بذى ظلم قليل ولا كثير، وقيل أو المبالغة راجعة النفى، أى انتفى الظلم عنه انتفاء بليغاً، وهو ضعيف لا نظير له، وقدر بعض ليس بظلام، ولا ذى ظلم ما إبقاء له على المبالغة، كما يجوز إبقاؤها على معنى هذا العذاب العظيم الذى أنتم فيه ليس ظلماً من الله، ولو كان ظلماً لكان ظلما عظيماً حاشاه، هما ضعيفان.