التفاسير

< >
عرض

يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ
٢٠
-الحج

تيسير التفسير

{ يُصهرُ به ما فى بُطونهم } يذاب وسال أمعاءهم وأحشاءهم، أو أريد بالبطون الباطن، فشمل الحلق والحلقوم، تلا أبوه هريرة هذه الآية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الحميم ليصب على رءوسهم فينفذ الجمجمة" أى الرأس وما تحته - حتى يخلص الى جوف أحدهم فيلست ما فى جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر، ثم يعاد كما كان، ويستثنى القلب لأنه لا موت فى النار ولا فى الجنة، وليس المراد أنه يسلت الجوف، ويبقى الجسد، بل يسلت الجوف فى سائر البدن، فيبقى العظم والقلب ألا ترى الى قوله:
{ والجُلُود } فكما يصهر الجلد يصهر اللحم تحته وأخر الجلد للفاصلة، وصرح بعض بأن الآية على ظاهرها، وهو صهر الجلد دون اللحم تحتها، والعطف على ما، وقدر بعضهم وتحرق الجلود، لأن الجلود لا تذاب، بل تجتمع فى النار فذلك كقوله: علفتها تبنا وماء بارداً، والماء لا يعلف، فيقدر وسقيتها، قلت لا حاجة الى ذلك، بل خلق الله ذلك الحميم يصهر الجلود، وأحكام تلك الدار ليست كهذه، وفسر بعضهم الصهر بالنفخ كقوله تصهره الشمس ولا ينصهر، فناسب الجلد بلا تأويل، لكن يحتاج الى ذكر الإسالة كما ذكر فى الحديث، فالصهر بمعنى الإسالة أولى.