التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٥
-الحج

تيسير التفسير

خبر إن محذوف يقدر بعد أليم، هكذا هلكوا أو خسروا ولا بأس بهذا لقول، لأنه بالعطف والنعت، وصلة النعت، وذلك أن المسجد معطوف على سبيل، أو الله، والذى نعت كالحرام، وجعلناه للناس صلة، وسراء خبر مقدم للعاكف والبادى، والجملة مفعول ثان، وللناس متعلق بجلعناه، أو هو الثانى، والجملة حال أو مفعول ثان متعدد، وجملة الشرط بعد معطوفة على الصلة كقولك: أعجبنى الذى أكرمك، ومن اساء إلأيه عفا عنه، تريد أعجبنى الجامع بين الإكرام والعفو.
ومعنى يصدون صدوا لأنها نزلت فى أبى سفيان إذ صد النبى صلى الله عليه وسلم عن مكة عام الحديبية، فالمضارع لاستحضار ماضى، ومما وفقت لاستخراجه أن فى مواضع من القرآن التعبير عن الفعل لواقع مرة بصيغة التكرير، لأن صاحبه من شأنه أن يكرره، ولو لم يكرره فتحتمله الآية، والمسجد الحرام مكة كلها، وعبر عنها بجزئها الأعظم المراد بالذات، والعاكف المقيم، والبادى الحادث، والإقامة ليست فى المسجد، بل فى مكة، فهى المراد بالمسجد، ويجوز بيع دور مكة وأرضها وكرائها أولا، أو أرضها أو جاز فى غير الموسم، وإلحاد مفعول، والباء صلة أو المفعول محذوف، أى يرد شيئاً، والالحاد العدول عن الحق، ويظلم متعلق به، ومن الإلحاد فيه احتكار الطعام فيه، كما جاء فى الحديث، ودخوله بلا إحرام والهم فيها بمعصية ولو لم يفعلها، وقيل: الالحاد الشرك، وتضاعف السيئة فيها، وتكتب إرادتها.
وجعل ابن عمر منزلا فى الحرم، وآخر فى الحل، فقيل له، فقال: لأن الحسنة فى الحرم أفضل فهو يصلى فيه، والخطيئة فيه أعظم، فهو حال غير العبادة فى الحل، والحرم مما يلى المدينة ثلاثة أميال، ومما يلى العراق، والطائف واليمن سبعة، ومما يلى جدة عشرة، ومما يلى جعرانة ستة.