التفاسير

< >
عرض

وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ
٢٧
-الحج

تيسير التفسير

{ وأذَّن } ناد { فى النَّاس بالحج } بأمر الحج عنه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من بنائه قال: يا رب فرغت، قال أذِّن بالحج، قال يا رب ما يبلغ صوتى، قال علىَّ إبلاغه، قال: يا رب ما أقول؟ قال: قل أيها الناس كتب الله عليكم الحج الى البيت العتيق فسمعه أهل السماوات والأرض، ألا ترى كيف يجيئون يلبون من أطراف الأرض، ولا يحج إلا من لبى يومئذ من الأصلاب والأرحام والموجودين، وأول من أجاب أهل اليمن اليمن وقبلهم نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان نداؤه على أبى قبيس واضعا أصبعيه فى أذنيه أو على الحجر أو الصفا أو على الصفا، نتطاول به كأعلى جبل، أو على المقام، فتطاول كذلك روايات، ولعل النداء تكرر، وقيل أذن خطاب له صلى الله عليه وسلم بالتأذين فى حجة الوداع، ولا دليل عليه.
{ يأتُوك } يأتوا بيتك أو ضمن معنى يجيبوك { رجالاً } مشاة جمع رجل بمعنى ماش { وعَلَى كل ضَامر } أى وراكبين على كل بعير هزيل لطول السفر، ولم يقل رجالا وراكبين ليدل على كثرة الآتين من الأماكن البعيدة، واستدل بعض على أنه لا حج على من لا يجد الحج إلا بالبحر بالآية، إذ لم يذكره ويرده إن عدم ذكر الشىء لا يوجب سقوطه، وبأن اهل البحر يأتون مكة بعد الخروج منه رجالا، وعلى كل ضامر، وأيضا يجوز الحج على نحو حمار وبغل، مع أنه لم يذكره، وبدا بالمشى لأنه أفضل.
وعن ابن عباس ما آسى على ما فاتنى إلا الحج راجلاً، وقد كبرت الآن، وربى بدأ به، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"للحاج راكباً بكل خطوة تخطوها دابته سبعون حسنة" ولله أمشى بكل خطوة سبعامئة حسنة من حسنات الحرم وحسنة الحرم مائة ألف حسنة ولفظ كل للمبالغة { يأتين } ضمير الإناث للجماعات من الرجال والركبان، وليس فيه تغليب، لأن الجماعات لفظ مؤنث، وقيل الضمير لكل أو لضامر المتصف بالكلية { من كُلِّ فج } كل للمبالغة، والفج الطريق مطلقا، وأصله بين الجبلين { عَميقٍ } بعيد على وجه الأرض طولا، وأصله البعيد سفلا.