التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
٦٣
-الحج

تيسير التفسير

{ أَلمْ تَرَ } بعينك، أو لم تعلم { أنَّ الله أنْزل من السَّماء } مما علا كالسقف وهو السحاب، أو من جهة لسماء إحدى السبع { ماء فتُصْبح الأرضُ } تصير، وعبر به لتقريب الإنبات حتى أنه شوهد فى بعض المواضع أنه نزل ليلا فتنبت الأرض فيه { مُخضرَّة } بالنبات والفاء سببية، تغنى عن ضمير يرجع الى المبتدأ المخبر عنه بالجملة المعطوف عليها ما بعد الفاء، واسم أن مبتدأ قبل دخولها، ولا مانع من أن تجعل الفاء عاطفة سببية غير مقيدة للاتصال، ومجرد الترتيب مفهوم من السببية، وهو مما وفقت لاستخراجه، ثم رأيته لبعض فلا إشكال فى تأخير الاخضرار، ويجوز أن يكون الاتصال معتبرا بالاستعداد.
{ إنَّ الله لَطيفٌ } يوصل المنافع والأرزاق الى عباده برفق، أو من حيث لا يشعرون، ومن ذلك إنزال الماء ولاخضرار { خَبيرٌ } عليم بدقائق الأمور والمصالح، وبما فى قلب ألفاظ من الرزق، بكيفية خلق النبات، وبأفعال العباد.