التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ
١٠١
-المؤمنون

تيسير التفسير

{ فإذا نُفخ فى الصُّور } نفخ إسرائيل فى القرن نفخ البعث، أو نفخت الأرواح فى الأجساد على أنه جماعة مفردة صورة، ويدل له قراءة ضم الصاد وفتح الواو، وقراءة كسرها وفتح الواو، والماصدق واحد، لأن النفخ فى القرن يؤدى الى الأجساد { فلا أنساب بينهم يومئذٍ } لا يعتبرونها، ولا تنفعهم كما اعتبروها فى الدنيا، وتدعو بها الى الشرك وغيره، كأنها لم تكن، وكأنهم أجانب فذلك استعارة، أو يقدر نعت أى لا انساب نافعة، ويلتحق بذلك الموحدون، كما جاء عن ابن مسعود: "يبرز الرجل والمرأة للأولين والآخرين وينادى عليه بهذا فلان او فلانة من له عليه حق فليأته فيجب الوالد أو الولد أو الزوج أن يكون له عليه حق".
وعنه صلى الله عليه وسلم:
"كل نسب ينقلع يوم القيامة إلاَّ نسبى" وذلك فيمن آمن به لكن جاء أنه خاطب بنته فاطمة، وعمه العباس، وعمته صفية فقال: "اعملوا لأنفسكم فإنى لا أغنى عنكم لا يأتينى الناس بأعمالهم وتأتونى بأنسابكم" فمن أتى من نسبه بالأعمال الصالحة، والتوبة نفعه نسبه فى زيادة الدرجات، ويوم متعلق بما تعلق به بين أى ثابتة أو ثبتت، أو يبين لنابته عنه.
{ ولا يتساءلون } يومئذٍ من أنت ومن أى بلد، لشغلهم عن ذلك بشهادة العول، ولا يتساءلون عن الأنساب طمعاً فى النفع بانتفاء النفع، أو لا يتساءلون بالأرحام فى النفع كما فى الدنيا كقوله تعالى:
" { تساءلون به والأرحام } "[النساء: 1] فى قراءة الجر، وليس من ذلك قولهم: من بعثنا مع أنه قد لا يكون سؤالا من بعض لبعض، ولا قوله: " { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } "[الصافات: 27] بالواو لا بالفاء فانه فى النار، ومع أنه ليس طلب الدفع سوء.