التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١٠٩
فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ
١١٠
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ
١١١
-المؤمنون

تيسير التفسير

{ إنه كان فريق من عبادى يقولون ربَّنا آمنا فاغْفر لنا وارْحَمنا وأنت خَير الراحمين * فاتَّخذتْموهم سِخْرياً حتى أنْسَوكم ذِكرى وكُنْتم منهم تَضْحكُون * إنِّى جَزيتُهم اليوم بما صبروا إنَّهم هُم الفائزونَ } فقيل: إن بين كل كلام وجواب الف سنة يلهجون فيها بسؤال، ويروى أنه لا كلام لهم بعد قولهم: " { ربَّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنَّا ظالمون } "[المؤمنون: 107] فتطمس أفواههم وأنوفهم، فيتنفسون فى أجوافهم وأنه الخ تعليل جملى، كان فى الدنيا فريق هم مؤمنون كل عصر اتخذهم فيه المشركون، وقيل الصحابة، وقيل أهل الصفة، والسخرى المهزء، أى ذوى سخر أو مسخوراً بهم، وحتى أنسوكم أو أنساكم سخركم الذى تسخرونه وتشتغلون به، وذكرى ذكركم إيلى بالعذاب، أو ذكرى فى أوليائى، والانساء الترك البتة لا بعد ذكر، لأنهم لم يكونوا يذكرونه بالعقاب.
والإنساء الازالة عن الحافظة، وهو أبلغ فى الاعراض واسناد الانساء الىالفريق اسناد الى السبب، وكذا الى السخر بهم والضحك، مع الاتخاذ سخرياً غاية استهزاء، فجازاهم بما هو غاية بان قال: اخسئوا الخ، وبما صبروا بصبرهم، أو بالصبر الذى صبروه، أو بصبر عظيم صبروه، أو بسبب ذلك، وأنهم هم الفائزون مفعول ثان لجزيت، أو يقدر الباء، والفوز هو بالنجاة من النار، ودخول الجنة ولا يتبادر جزيتهم بكل ما يحسن لفوزهم فى الدنيا بالتوحيد.