التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
١١٧
وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ
١١٨
-المؤمنون

تيسير التفسير

{ ومَنْ يدْعُ } يعبد { مَعَ الله إلهاً آخر } يعبدهما جميعاً أو يعبد غير الله، مع وجود الله { لا بُرهان له بهِ } الجملة نعت إلها، أو وكلاهما لازم مؤكد لا قيد، إذ لا يوجد إله سواه ثابت ببرهان يحترز عنه، وهذا أولى من أن تجعل الجملة معترضة { فإنما حسابه } جزاؤه، عبَّر بالسبب أو الملزوم عن المسبب او اللازم { عنْدَ ربِّه إنَّه لا يُفلح الكافرون } وفى هذه الجملة تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما أصابه من الضر من الكفرة، وفى قوله عز وجل:
{ وقُل ربِّ اغفر وارْحَم وأنْتَ خير الراحمينَ } استدعاء النجاة والسرور، اغفر لى ولمن اتبعنى، وجميع المسلمين، وارحمنا وأنت أفضل من كل راحم، قال الصديق رضى الله عنه: يا رسول الله علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى فقال:
"قل اللهم إنى ظلمت نفسى ظلماً كثيراً وأنه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم" وروى عن ابن مسعود رضى الله عنه قرأ فى أذن المصاب:{ أفحسبتم } الى آخر السورة فبرئ، فقال صلى الله عليه وسلم: "والذى نفسى بيده لو أن رجلاً موقنا قرأ بها على جبل لأزاله" .
وقال محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمى، عن أبيه: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سرية، وأمرنا أن نقول اذا أصبحنا واذا أمسينا: " { أفحسبتم } "[المؤمنون: 115] الى " { لا ترجعون } " [المؤمنون: 115] ففعلنا فغنمنا وسلمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم