التفاسير

< >
عرض

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ
٢٠
-المؤمنون

تيسير التفسير

{ وشجرة } عطف على جنات، وهى شجرة الزيت، خصت لاستقلالها بمنافع معروفة، وهى أول شجرة نبتت بعد الطوفان، وتعمر ألف عام، وقيل ثلاثة آلاف، وفى موضع الجامع الكبير فى تونس شجرة منه فنسب اليها، وزعم أهل تونس أن زيتونة امرأة، وهو خطأ وعظمها بقوله: { تَخْرج من طُور سَيْناء } أو خصة لأنه منشأها الأصلى، وهو جبل موسى الذى ناجى ربه فيه، ونزلت فيه التوراة بين مصر، وأيلة أو فى فلسطين من أرض الشام، وسيناء شجر، وقيل بقعة، ويقال: مات الشجر بالطوفان، وأول شجرة نبتت بعده شجرة الزيت، والشجر الثلاث، أكرم الشجر وأفضلها، وأجمعها للمنافع، ومنع الصرف لألف التأنيث، أو للعلمية والعجمة على أنه نبطى، أو حبشى، ومعناه الحسن المبارك، أو للعلمية وتأنيث البقعة.
{ تنبت بالدهن } مع الدهن، وذلك لأنه فى ضمنها أو الباء للتعدية أى تنبت الدهن، ولا بأس به، ولو كان إنبات الدهن غير معروف والدهن عصارةكل ما فيه دسم { وصِبْغِ للآكلينَ } يغمس فيه الخبز بعصارة الزيتون يدهن بها، ويغمس فيها ما يؤكل كقولك: جاء زيد العاقل والعالم، أى الجامع بين العقل والعلم، وقيل الدهن الزيت والصبغ الزيتون، سمى إساغة الخبز به صبغاً، والمعروف أن الصبغ المائع الذى يساغ به، وروى أنه صلى الله عليه وسلم طبخ له لسان شاة بزيت فأكل منه، وقال صلى الله عليه وسلم:
"كلوا الزيت وادهنو به فإنه شفاء من سبعين داء منها الجذام" وإنه يخرج من شجرة مباركة ويقال: الدهن به فى البلاد الباردة ضار، وكثرة دهن الرأس به خطر على البصر.