التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٣
-النور

تيسير التفسير

{ لولا جاءوا } أى الخائضون { عليه بأربعة شهداء } الى قوله: { الكاذبون } مستأنف من كلام الله عز وجل زيادة ذم الإفك، وفى براءة عائشة وصفوان، أو من جملة القول المحضض عليه بالعطف على الظن المحضض عليه، فهو من مقول قالوا، وكأنه قيل: هلا قالوا لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء، لأن الزنى لا يحكم فيه إلا بأربعة شهداء { فإذْ لم يأتوا بالشهداء } الأربعة لم يقل بهم، ليزيد تقرير لزوم للشهادة { فأولئك } البعداء { عند الله } فى علمه وحكمه، لأن الكلام فى الخائضين فى عائشة وصفوان خصوصا.
وإن قلنا: هذا من جملة المقول، احتمل أن يراد بعند الله الشريعة، وهى أنهم تعبدوا بأن يحكموا على من قال ذلك بالكذب، ولو صدق عند الله، والحمد لله على أن لم يصدقوا عند الله، بل كذبوا أعظم كذب، وكأنه لا كذب إلا كذبهم كما عبر بصيغة الحصر إذ قال: { هم الكاذبون } ولو لم يذكر لفظ الحصر أيضا بأولئك، والكاذبون وما قيل هنا من أن خصوص السبب لا ينافى عموم الحكم، لا يصح لأن الكلام فى شىء مخصوص، وهو عائشة، ومن خاض فيما رميت به، وإنما يحكم فى العموم بالقياس على ما ورد فى شأنها.