التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٢٣
-النور

تيسير التفسير

{ إن الَّذين يرْمون المحصنات الغافلات } عَمَّارُمين به لا يخطر ببالهن فعله لطهارة قلوبهن عنه { المؤمنات } بكل ما يجب الإيمان به فعلاً أو تركاً، والمراد مدح عائشة بهذه الصفات، وذم من قذفها ولم يتب، لا مطلق من وجدت فيه هذه الصفات، على أنهن قيود، لأن القاذف ملعون فى الدنيا والآخرة، ولو قذف غير المحصنة وغير الغافلة أو المشركة، ومر أنه دوى أنه لا توبة لمن قذف عائشة، وكذا سائر أزواجه من قذف واحدة لا تقبل توبته، وحملت هذه الآية على العموم، وقيل: تحمل على أزواجه إلا أن هذه الرواية تحتمل أن يراد بها الزجر أو الحمل على أن لا يوفقوا التوبة النصوح، وقيل المراد عائشة عبر عنها بالجمع تعظيماً، ولأن من قذف واحدة من أزواجه كأنه قذف أزواجه كلهن، ولقد برأ الله أربعة بأربعة: يوسف بشاهد من أهلها، وموسى بحجر فر بثوبه ليرى أنه لا برص به، وغير منتفخ البيضتين، ومريم بإنطاق ولدها، وعائشة بهؤلاء الآى العظام، وهن أعظم إبراء.
{ لُعنوا فى الدنيا } بألسنة المؤمنين من الإنس والجن والملائكة { والآخرة } بألسنة الملائكة { ولَهُم عذابٌ عَظيمٌ } فى الآخرة، والصحيح لظاهر الآيات قبول توبة من قذف زوجاً من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم، كما تقبل توبة من قذف غيرهن من المحصنات الغافلات المؤمنات، وقيل: هذه الآية فى مشركى مكة إذا هاجرت مؤمنة قالوا: هاجرت لتزنى، والصحيح ما تقدم.