التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً
٢
-الفرقان

تيسير التفسير

{ الَّذى } نعت الذى، أو بدله أو بيانه، لأن الفصل بغير اجنبى أو يقدر هو الذى أو عظموا الذى { له } لا لغيره { مُلك السَّماوات والأرْض } إيجاداً وإبقاء وإفناء وزيادة { ولَمْ يتَّخذ ولداً } إذ كان ما سواه ملكاً له، والولد لا يكون مملوكاً لأبيه، فلم ينزل أحدا منزلة ولد، او لم يتخذ عيسى او عزيرا والملائكة أولاداً له، كما زعم الكفرة.
{ ولم يكن له شريكٌ فى المُلك } تأكيداً لقوله: { له ملك السماوات والأرض } بالرد على الثنوية القائلين بتعدد الآلهة { وخَلَق كلَّ شىء } أوجده، أى أراد إيجاده، فظهر الترتيب فى قوله: { فقدَّرهُ } أى فخلقه على كيفية مخصوصة، وخصائص وأفعال لائقة به، أو خلق أصله ففصله كما يشاء، أو خلقه فأدامه الى أجله أو الفاء للترتيب الذكرى { تَقْديراً } بديعاً إذ جعل كل ما خلق على كيفية مخصوصة تليق به، ألا ترى النحل كيف يصنع، والعنكبوت كيف ينسج، ويصطاد، والانسان كيف يتفكر ويستنبط الصنائع، والآية رد على الثنوية القائلين: خالق الشر إبليس، وخالق الخير الله، وعلى المعتزلة خالق كل فعل فاعله.