التفاسير

< >
عرض

أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
-الفرقان

تيسير التفسير

{ أصحاب الجنَّة } التى وعدها المتقون { يومئذٍ } يوم إذ تقدم الى ما عملوا ونجعله هباءً منثوراً، وإذ فى هذه المواضع للاستقبال كما تعلمه بتقدير المضارع بعدها، وهى متعلقة بقوله: { خَيْرٌ مُستقراً } ويقدر مثله لقوله: { وأحسن مَقيلاً } ولو كانا اسمى تفضيل، لأنها ظرف وفضلة، ولا سيما أنهما خرجا عن التفضيل، إذ لا خير ولا حسن البتة فى مقام أهل النار ومقيلهم، نعم يجوز بقاءهما على التفضيل للتهكم بهم، والمستقر اسم للمكان الذى يعد للجلوس فيه، أصالةولو كان يخرج عنه.
والمقيل اسم لمكان القيلولة المعد لها كذلك للاستراحة والنوم، ولا تعب فى الجنة ولا نوم، فهو استعارة أو لمكان التنعم والتلذذ من استعمال المقيد فى المطلق، وكل من المستقر والمقيل مساكن الجنة، وزعم بعض أن المستقر موضع الحساب، والمقيل موضع الاستراحة منه فى الموقف وعن ابن مسعود لا ينتصف نهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء، ويجوز أن المقيل فى الموقف، والمستقر فى الجنة، وقدم للفاصلة، ويروى أن يوم القيامة يقصر على المؤمنين كما بين العصر والغروب، ويروى كركعتين، وأنهم يقيلون فى رياض حتى يفرغ الناس من الحساب، ولا يحسن تفسيرهما بزمان الاستقرار والقيلولة، ولا بأس بتفسيرهما بالمصدر أو أحدهما به والآخر بالمكان.