التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً
٣٢
-الفرقان

تيسير التفسير

{ وقال الَّذين كفروا } كفار العرب المذكورون، ولم يضمر لهم ليصفهم بالكفر فى عبارة معتمدة لذلك، ولو أضمر وذكر الكفر لأفاد الوصف، لكن يكون من عرض مثل أن يقول وقالوا كافرين، وقيل: المراد طائفة من اليهود { لولا نُزِّل عليه القُرآن جملةً واحدةً } بمرة كالتوراة والصحف والزبور، ولا تقل والانجيل، مع أنه كذلك إذا فسر الذين كفروا باليهود، لأنهم كفروا به، وقيل: نزلت التوراة فى ثمانى عشرة سنة، وهو قول باطل، وأجاب الله عز وجل عنه بقوله: { كَذلكَ } أى لم ننزله جملة، بل منجما أو نزلناه مفرقا { لنثَبِّتَ به فؤادك } تقوية به إذا ضاق صدرك، فسحناه بنزوله، وإذا سئلت أجبناك، فهو ينزل بحسب المصالح، فيتواتر الوصول، وقلب المحب يسكن بتواتر كتب المحبوب، متعلق بلم ننزله المقدر، ويضعف أن نجعل كذلك من كلام غير الله مع ما قبله، ونجعل الاشارة الى الكتاب الذى هو التوراة، أو كل ما تقدم من كتب الله المتقدمة، أو تنزيل ما ذكر أى جملة واحدة، كما نزلت الكتب قبله واحدة، فنقدر لنثبت أنزلناه مفرقاً، أو لم ننزله جملة { ورتَّلناهُ } مفرقا شيئاً فشيئا، فى عشرين سنة أو ثلاث وعشرين كترتيل الأسنان، أى جعل فسحة بين السن والأخرى { ترْتيلا } بديعا لا يقاربه مقارب.