التفاسير

< >
عرض

وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ
١٨٤
قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ
١٨٥
وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
١٨٦
-الشعراء

تيسير التفسير

{ واتَقُوا الَّذى خَلَقكم والجِبِلَّة } الأمم السابقة { الأوَّلين } أى ذوى الجبلة، أى الطبيعة، أو المجبولين على أحوالهم التى بنوا عليها مسالكهم، وعن ابن مسعود عشرة آلاف واستعمل فى أعم، وقيل الجماعة الكثيرة مطلقاً، وعلى هذين القولين شبهوا بالقطعة من الجبل، وقوله:
{ قالُوا إنَّما أنْتَ من المُسحَّرين * وما أنت إلاَّ بشرٌ مثْلُنا } جواب لمن، يقول: فماذا قالوا، وهنا وما أنت بالواو لقصد أن كل واحد من البشرية والتسحير مناف للرسالة مبالغة فى التكذيب، وهنالك بلا، وأو لأنهم قصدوا أن التسحير مناف لها، وقرروا ذلك بكونه بشراً مثلهم، أو الكلام هنالك أنه بشر مثلهم، لم يمتز بموجب فضيلة فعقبوه بآت، ومثلنا تمهيد للاشتراك، وهنا جعلوا كل واحد مستقلا بمنافاة الرسالة، مبالغة وإنكار النبوءة أمراً مفروغاً فعقبوه، وإن نظنك، أو لأن صالحا قلل الخطاب فقللوا الجواب، وأكثر شعيب كما قيل: إنه خطيب الأنبياء فأكثروا، بالغ شعيب ولم يبالغ صالح { وإن } إننا أو إنه أى الشأن { نظنُّك لمن الكاذِّبينَ } ولم يقولوا كاذبا للمبالغة برسوخ كذبه كما مر.