التفاسير

< >
عرض

قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ
٤٣
فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَالِبُونَ
٤٤
-الشعراء

تيسير التفسير

{ قال لَهم مُوسَى ألقُو ما أنتُم مُلْقُون } ليس ذلك أمراً بالمعصية، وهى السحر، بل المعنى اجهدوا جهدكم، فانكم مغلوبون على كل حال، ولذلك قال: { ما أنتم مُلْقون } أو اوحى الله اليه ان يقول: { ألقوا ما أنتم مُلْقون } أو ألهمه الله جواز القول، ولا يكفى أن يقال لما علم انهم ملقون، ولا بد جاز له أمرهم بالإلقاء، لأن جزمهم بالإلقاء لا يبيح له الأمر، ويجوز أن يكون أمرهم به ليظهر بطلانه، وأعزاز الدين، وليس مراده ألقوا الآن، بل المراد اعملوا متى شئتم، فجمعوا الحبال والخشب والعصى بعد، ألا ترى الى قوله:
{ فألقَوا حِبَالهم وعِصِيِّهم } فانه ليس الحبال والعصى فى أيديهم حاملين لها، وقد علم موسى ان سحرهم بالالقاء، أو أراد بالالقاء العمل { وقالُوا } لجزمهم بأنهم غالبون لبلوغهم أقصى جهدهم فى السحر { بعزَّةِ } قوة وغلبة { فرعون } أقسموا به على طريق الغيبة، لا الخطاب، اعظاما له { إنَّا لنحنُ الغالبُون } لموسى.