التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
٦١
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
-الشعراء

تيسير التفسير

{ فلما تراءى الجمْعان } رأى قوم موسى قوم فرعون، ورأى قوم فرعون قوم موسى، وقد يقال لمطلق التقارب، ولو لم تقع رؤية كل للآخر، أو وقعت من واحد للآخر فقط، والأول أولى، لأنه المتبادر من قوله تعالى: { قال أصْحابُ مُوسى إنَّا لمُدْركُون } نعم يجوز أن يقول أصحاب موسى هذا لعلمهم، بأن فرعون على أثرهم، ولو لم يروا قومه، أى يدركنا فرعون وقومه، قالوا هذا تحزناً وطلباً للتدبر، وقالوا لموسى: الموت فى مصر وخدمة فرعون أولى لنا من الموت فى البر، فقال لهم: انتظروا إغاثة الله عز وجل، كما قال الله جل وعلا:
{ قال كلاَّ } ارتدعوا عن ظن أن يدركوكم { إنَّ معى ربّى } بالحفظ والنصر { سَيهْدِين } السين للتأكيد والاستقبال بلا توسيع، بل بتقريب ما فيه نجاتكم، ولم يقل معنا، وسيهدينا لأنهم طلبوا منه التدبر، مع أن نصره وتنجيته نصر لهم وتنجية، وهم له تبع، وتأديباً لهم بعدم إشراكهم له فى المعية والهداية لغفلتهم عن قوله تعالى:
" { أنتما ومن اتبعكما الغالبون } "[القصص: 35] وعن تنجيتهم لما أصاب قوم فرعون من الدم وغيره، وقدم معى للاهتمام، كأنه لم يهتم بهم، وقد اهتم ولم يذكرهم بالاهتمام، ويجوز أن يكون للحصر، أى معى لا مع فرعون، أو معى أولا وبالذات لا معكم، إلا بالتبع، وفضل الصديق رضى الله عنه على بنى إسرائيل فضل الشمس على الكواكب، لتحقق إيمانه جدا، فجمعه الله مع النبى صلى الله عيه وسلم، إذ قال: إن الله معنا.