التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
٤٦
-النمل

تيسير التفسير

{ قال يا قوم } نداء مخصوص بقومه الكافرين، كمن اجتمع عنده فريقان، فقصد أحدهما بالخطاب بحيث لا يتوهم غيره، أو اعتبر المجموع لكثرة الكفرة حتى كأنهم الكل { لِمَ تَسْتعجلُون بالسَّيِّئة } الفعلة التى تسوءكم وهى العقاب الذى هو فعل الله عز وجل، إذ قالوا: " { ائتنا بما تعدنا } "[الأعراف: 77] الخ أو بالقولة السيئة، وهى فعلتهم وهى قولهم: " { إئتنا بما تعدنا } "[الأعراف: 77] { قَبْل الحَسَنة } قبل الفعلة الحسنة، وهى التوبة التى هى فعلتهم، يؤخرونها ويقولون إن صح الوعيد تبنا إذا حضره، وقيل: السيئة التكذيب، والحسنة التصديق فكلاهما شرعى وعلى الأول، والسيئة طبعية، إذ الطبعى يأبى العقاب، وعن مجاهد: الحسنة رحمة الله تعالى لتقابل السيئة المفسرة بعقوبته عز وجل، التى استعجلوها بقولهم: " { ائتنا بما تعدنا } "[الأعراف: 77] { لولا } تحضيض { تَسْتغفرون الله } من شرككم، وما دونه من المعاصى { لعلَّكم تُرحَمون } بقبول الاستغفار، وزيادة الخير دنيا وأخرى.