التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
٤٩
-النمل

تيسير التفسير

{ قالُوا } فى مجمع تشاورهم بعد عقر الناقة، وقول صالح: "تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام" { تقاسموا بالله } فعل أمر محكى مع ما بعده بالقول، أى قالوا ليقسم كل واحد منكم للآخر، أى اقسموا كلكم أن تقتلوه وأهله، كما قال: { لنُبيِّتَنَّه وأهله } وهذا جوال تقاسموا مقرون باللام، أو تقاسموا فعل ماض، وما بعده جواب له، أو لقالوا، لأن معناه القسم، أو جعل ماض بدل من قالوا حال من واو قالوا، على جواز كون الجملة الماضوية المثبتة حالاً، ولو لم تكن قد ولا واو الحال، ولنبيتنه والقسم المحذوف وما بعد ذلك مفعول للقول، ويجوز ان يتعلق بالله بتقاسموا، بل هو قسم منهم جوابه: لنبيتنه، والمعنى لنقتلنه وعياله الذين معه فى بياتهم ليلاً وقت الغفلة.
{ ثم لنقُولنَّ لوليِّه } ولى دمه متعدداً أو واحداً بمرادهم الجنس ان علموا تعدده، وفيه العهد أو لم يعلموه، وان علموا اتخاده فالاضافة للعهد، وقد يعلم بعض ويجعل بعض، فيعتبر الناطق { ما شَهِدْنا مهْلك أهْله } وهو مهلكه أيضاً، أو يقدر مهلك أهله ومهلكه، وهو غير متبادر، ولا يقال: لو أريد ذلك لقيل مهلك أهلك، لجواز ذلك كما قرئ:
" { قل للذين كفروا ستغلبون } "[آل عمران: 12] بالتاء والياء، والمراد نفس الاهلاك، أو مكانه أو زمانه { وإنَّا لصادقُون } بحسب العرف، فى أن القاتل لا يقال له شهد القتل، فأوهموهم أنهم لم يحضروا، فضلا عن أن يكونوا قاتلين، والجملة حال من ضمير نقول، أو من جملة المقول، فالواو عاطفة كأنه قيل نقول لوليه ما شهدنا، ونقول له إنا لصادقون، وعلى كل حال ترفعوا عن الكذب مع أنهم مشركون، وهم واقعون فيه.